vendredi 5 avril 2013

الاعلام والقضايا الجنسية : أية خلفيات وأية ابعاد

الاعلام والقضايا الجنسية : أية خلفيات وأية ابعاد
محمد حمدان
استاذ بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار
تضاعف في الاونة الاخيرة  اهتمام وسائل الاعلام بالقضايا الجنسية . فمنذ اندلاع الثورة  اصبح  الجنس  محل اهتمام الاعلام  اذ طرحت منذ بداية الثورة قضية تحرير بث الافلام الجنسية  عبر الانترنات  ثم اندلعت بعد ذلك  عدة قضايا لها علاقة بالجنس منها بالخصوص قضية ما يعرف بالشراتون غايت  وقضية اغتصاب بعض  رجال امن لاحدى الفتيات  الى جانب ما تطرحه بعض البرامج التلفزية الاجتماعية  من قضايا لها علاقة بالجنس . ولكن المدة الاخيرة تميزت بتفاقم الاهتمام  بالقضايا الجنسية وبقضايا الاغتصاب بالتحديد فطفت على السطح الاعلامي قضية اغتصاب امرأة حامل في العاصمة وقضايا مماثلة  داخل البلاد  وطرحت قضية اغتصاب طفلة في احدى رياض الاطفال  وتم اخيرا تناول قضية اغتصاب أب لابنته مند صغرها   هذا الى جانب  قضية تعرية فتاة تنتمي لمنظمة فيمن الدولية لصدرها  ولتكتسي هذه القضية بعدا دوليا  والى جانب الاطناب في تحليل ظاهرة الاقبال على الفياغرا, وقد اثارت مختلف هذه القضايا الرأي العام واصبحت محل جدل بين الاوساط الاعلامية  ولدي مختلف الاطراف الاجتماعية الاخري , واذا ما كانت مثل هذه القضايا متواجدة في المجتمع منذ القدم  فان اثارتها في هذه الفترة بالذات تكتسي عدة ابعاد يجدر تحليلها وفهم خلفياتها
الابعاد الاعلامية
وتكتسي هذه الظاهرة  بعدا اعلاميا قبل كل شئ فاثارة مثل هذه القضايا تدخل في اطار حرية التعبير التي افرزتها الثورة والتي اخرجت الجنس من باب المحظورات الاعلامية  وقد تعرض مدير جريدة التونسية  منذ اشهر للايقاف بتهمة المس من الاخلاق الحميدة لنشره لصورة فيها جانب من الاباحية , لكن خروج المجتمع المدني لمساندته بهذه المناسبة وضع حدا للتتبعات القضائية وفتح المجال  لحرية اكبر في التعرض للشان الجنسي . كما ان غياب سلطة تعديلية تضع ضوابط محددة للمعالجة الاعلامية للمسائل الجنسية ساهم هو ايضا  في ما قد يعتبره البعض مسا من قيم المجتمع  ومن  معتقداته  واخلاقه . ويذهب البعض الى اعتبار التناول الاعلامي  لمثل هذه المسائل تشريعا وتضخيما للفساد الاخلاقي كما يتهم البعض الاخر وسائل الاعلام   باستغلال الجنس كعنصر للاثارة الاعلامية لكسب نسب اكبر للمشاهدة والاستماع والمطالعة ولكسب المزيد من المداخيل الاشهارية, وفي غياب ضوابط قانونية  واخلاقيات مهنية  واضحة يمكن للاعلام ان يزيغ عن وظائفه الاعلامية  لينال من حرمة الحياة الخاصة  وليؤدي الى استغلال طفلة بريئة تعرضت للاغتصاب ليتم اغتصابها من جديد من قبل الاعلام بعرضها كفرجة وكسلعة اعلامية قبلة للتسويق
الابعاد السياسية
والى جانب هذه الابعاد الاعلامية الخطيرة فان اثارة مل هذه القضايا  الجنسية عبر وسائل الاعلام تكتسي ابعادا سياسية اخطر اذ ان اثارة مثل هذه القضايا  تصبح اداة للصراع السياسي  وقد لاحظنا ما اثارته قضية اغتصاب بعض رجال الامن لاحدى الفتيات  من نقد لاذع للسلطة .كما تابعنا الحملة  الاعلامية التي اثارتها تصريحات بعض الاسلاميين بخصوص ختان البنات, واثارت قضية اغتصاب الطفلة في روضة الاطفال جدلا حول تطبيق حكم الاعدام على الجاني في هذه الحالة . كما يعتبر البعض ان تعرية عديد الفتيات لصدورهن  يدخل في باب رد الفعل والمواجهة السياسية والحضارية  للاسلاميين , وقد  تم التوظيف السياسي لهذه القضايا من قبل الصحافة الغربية والتركيز عليها لابراز المظاهر السلبية لحكم الاسلاميين بل ان بعض الصحف الفرنسية  القريبة من اسرائيل ذهبت الى توظيف مثل هذه القضايا للمس من الاسلام  ولاعتباره دين اضطهاد وعبودية بالنسبة للمراة
وفي الطرف المقابل هناك من يعتبر ان مثل هذه القضايا اندلعت بالخصوص منذ التحوير الوزاري الاخير بتوجيه مباشر او غير مباشر من قبل الترويكا الحاكمة لتلهية الراي العام عن القضايا الاساسية المطروحة على المجتمع وللتخفيف من حدة الانتقادات التي كانت توجه للسلطة الحاكمة  .
والى جانب هذه الابعاد الاعلامية والسياسية فان الطرح الاعلامي لقضايا الجنس تدعو علماء الاجتماع وعلماء التربية الى مزيد الاهتمام بهذه القضايا للنظر في خلفياتها واسبابها وكيفية معالجتها ولتوجيه الاعلاميين حتى لا تتحول مثل هذه القضايا الى مجرد وسيلة للاثارة ولجلب الاشهار وليصبح الاعلام في خدمة التربية الجنسية للمجتمع

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire